یعتبر سجاد بازيريك أقدم سجاد تم العثور عليه في العالم والذي يكشف في طياته عن تاريخ قديم جدا في مجال فن حياكة السجاد . يعود تاريخ هذا السجاد إلى أكثر من ألفي عام والذي نسج على أيدي الصناعيين في عهد الإخمينين . تؤكد الوثائق المتبقية القديمة أن تاريخ السجاد الفارسي يعود إلى فترة ما قبل ميلاد السيد المسيح (ع)
سنشیر في هذا المقال إلى تاريخ السجاد الإيراني في مختلف الأدوار.
وفقا للآثار المتبقية من العهد الساساني ، فقد كان سجاد بهارستان منتشرا بكثرة في تلك الفترة ولكن بأسماء هي بهار كسرى، مهستان و بهار خسرو . مع الأسف فإن هذا السجاد تقطعت أوصاله إثر الهجوم على إيران . جدير بالذكر أن السجاد الساساني اليدوي كان مزخرفا بالذهب والفضة وقد تم حياكته بخيوط من إبريسم مزينا بأحجار كريمة.
بعد دخول الإسلام في ربوع بلاد فارس فقد حظيت السجادات الفارسية الفاخرة ولا سيما الأقمشة الحريرية بإعجاب المؤرخين والكتاب في العالم في مختلف الفترات التاريخية. لقد عارضت الأحكام الشرعية ظهور النقوش البشرية على السجادات ، لذلك فقد حلت النقوش والأشكال الهندسية والأزهار والأوراق محل النقوش البشرية . الأمر الذي عد بمثابة بداية عهد جديد من عمر السجاد الإيراني.
ضمن مختلف الفترات التاريخية فقد واجهت التصاميم والنقوش الإيرانية تغييرات وتحولات كبيرة حيث كان الحائك الإيراني يقوم بممارسة و تطبيق مزيد من الأساليب الحديثة أو دمج بعضها بالبعض لتحل تلك التصاميم الجديدة محل التصاميم والنقوش القديمة. تشير الرسوم المينياتورية المتبقية من العهد التيموري إلى أن تصاميم السجادات أنذاك كانت تحتوي علي مختلف الأشكال الهندسية ونقوش من الخط الكوفي.
في ظل الاقتدار الذي حصل عليه الدين الإسلامي في العهد الصفوي في إيران فقد ظهرت أمارات المذهب والدين على تصاميم و نقوش السجادات.
في هذه الفترة بالذات فقد تم تأسيس العديد من الورش والمصانع الضخمة ليصل بالتالي فن حياكة السجاد إلى قمته . في العهد الصفوي كانت تقدم السجادات الإيرانية كهدايا ثمينة إلى مختلف الدول الأوروبية . كانت تتم حياكة السجادات المهداة بخيوط من الحرير الذهبي والفضي . يعد السجاد الكرماني الذي ينسب لمدينة كرمان أحد أقدم السجادات القديمة في العهد الصفوي.
في العهد الأفشاري كانت تعد مدينة مشهد عاصمة حياكة السجاد الإيراني. لقد استخدم في هذه الفترة الألوان الحارة في النقوش والتصاميم المستخدمة في حياكة السجادات وقد اشتهرت بطول فترة صلاحيتها.
في هذه الفترة اشتهرت مدينة تبريز كمركز رئيسي لحياكة السجاد و ذلك بأحدث الأساليب الموجودة في عموم إيران . في هذه الفترة وبسبب العلاقات الثنائية التي جمعت بين ملوك إيران مع الدول الأوروبية فقد تأثر السجاد الإيراني بالأسلوب والذوق الأوروبي ، وقد ظهر تحول كبير في أحجام السجاد الإيراني ونقوشه وطريقة حياكته.
یتمتع السجاد الإيراني باحتواءه على نقوش متنوعة هنا نشير إلى أشهر تلك النقوش.
التصامیم المستلهمة من النقوش و الأبنية والسيراميك و مختلف الهياكل من هذا القبيل كل ذلك يعود لهذا القسم . التصاميم المستلهمة من الهياكل والأبنية مع ممارسة تغييرات جزئية إلا أنها لا تبتعد عن أصلها كثيرا.
یقوم هذا النوع من التصميم على أساس الشعارات الإسلامية من خلال نظم و تصنيف خاص إلى جانب بعضها البعض . تتمتع التصاميم الإسلاوية بتنوع كبير جدا ولذلك يمكن تصنيف النقوش العربية على أساس الشكل ونوعها.
تعتمد النقوش الشاه عباسية على أساس الزهرة المعروفة بالشاه عباسي . إن تصميم الشاه عباسي هو من التصاميم المشهورة و المنتشرة في إصفهان و الذي كان رائجا في العهد الصفوي و في زمن حكم الشاه عباس الصفوي في إيران . لقد انتشرت هذه النقوش أيضا في مدينتي تبريز ومشهد و هي تعد بحق من أجمل النقوش الإيرانية في حياكة السجاد.
إن أغلب التصاميم المستخدمة في هذا القسم يعود إلى تصاميم السجادات المنتشرة في المناطق الحدودية الإيرانية و البلدان المجاورة و حتى سائر البلدان.
في هذا القسم تكون التصاميم المستخدمة في حياكة السجادات بحيث تتشابك فيها النقوش و التصاميم و هي تبدو للناظر أن الرسام لم يغمض طرفه حين رسمها. إن النقوش المتشابكة في هذا التصميم تجلب انتباه الناظر إلى روعة جمالها البديع.
يمكنكم مشاهدة السجادات مع التصاميم المتشابكة في مجموعة نارسيس لمجموعة بهشتي للسجاد.
نظرات کاربران